إن الأمر بذبح ابنك هو الابتلاء الشاق الذي أبان عن صدق إيمانك.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«إن هذا» الذبح المأمور به «لهو البلاء المبين» أي الاختبار الظاهر.
﴿ تفسير السعدي ﴾
إِنَّ هَذَا الذي امتحنا به إبراهيم عليه السلام لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ أي: الواضح، الذي تبين به صفاء إبراهيم، وكمال محبته لربه وخلته، فإن إسماعيل عليه السلام لما وهبه اللّه لإبراهيم، أحبه حبا شديدا، وهو خليل الرحمن، والخلة أعلى أنواع المحبة، وهو منصب لا يقبل المشاركة ويقتضي أن تكون جميع أجزاء القلب متعلقة بالمحبوب، فلما تعلقت شعبة من شعب قلبه بابنه إسماعيل، أراد تعالى أن يصفي وُدَّه ويختبر خلته، فأمره أن يذبح من زاحم حبه حب ربه، فلما قدّم حب اللّه، وآثره على هواه، وعزم على ذبحه، وزال ما في القلب من المزاحم، بقي الذبح لا فائدة فيه، فلهذا قال: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ
﴿ تفسير البغوي ﴾
( إن هذا لهو البلاء المبين ) الاختيار الظاهر حيث اختبره بذبح ابنه . وقال مقاتل : البلاء هاهنا : النعمة ، وهي أن فدي ابنه بالكبش .فإن قيل : كيف قال : صدقت الرؤيا ، وكان قد رأى الذبح ولم يذبح ؟ .قيل : جعله مصدقا لأنه قد أتى بما أمكنه ، والمطلوب إسلامهما لأمر الله - تعالى - وقد فعلا .وقيل : كان قد رأى في النوم معالجة الذبح ولم ير إراقة الدم ، وقد فعل في اليقظة ما رأى في النوم ، فلذلك قال له : " قد صدقت الرؤيا " .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
واسم الإشارة في قوله: إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ يعود إلى ما ابتلى الله- تعالى- نبيه إبراهيم وإسماعيل.أى: إن هذا الذي ابتلينا به هذين النبيين الكريمين، لهو البلاء الواضح، والاختبار الظاهر، الذي به يتميز قوى الإيمان من ضعيفه، والذي لا يحتمله إلا أصحاب العزائم العالية، والقلوب السليمة، والنفوس المخلصة لله رب العالمين.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
( إن هذا لهو البلاء المبين ) أي : الاختبار الواضح الجلي ; حيث أمر بذبح ولده ، فسارع إلى ذلك مستسلما لأمر الله ، منقادا لطاعته ; ولهذا قال تعالى : ( وإبراهيم الذي وفى ) [ النجم : 37 ] .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
إن هذا لهو البلاء المبين أي النعمة الظاهرة ، يقال : أبلاه الله إبلاء وبلاء إذا أنعم عليه . وقد يقال بلاه . قال زهير : .فأبلاهما خير البلاء الذي يبلوفزعم قوم أنه جاء باللغتين . وقال آخرون : بل الثاني من بلاه يبلوه إذا اختبره ، ولا يقال من الاختبار إلا بلاه يبلوه ، ولا يقال من الابتلاء يبلوه . وأصل هذا كله من الاختبار أن يكون بالخير والشر ، قال الله - عز وجل - : ونبلوكم بالشر والخير فتنة . وقال أبو زيد : هذا من البلاء الذي نزل به في أن يذبح ابنه ، قال : وهذا من البلاء المكروه .
﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ ) : يقول تعالى ذكره: إن أمرنا إياك يا إبراهيم بذبح ابنك إسحاق، لهو البلاء، يقول: لهو الاختبار الذي يبين لمن فكَّرَ فيه أنه بلاء شديد ومِحْنة عظيمة. وكان ابن زيد يقول: البلاء في هذا الموضع الشرّ وليس باختبار.حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ابن زيد، في قوله ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ ) قال: هذا فى البلاء الذي نزل به في أن يذبح ابنه.( صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ) : ابتليتَ ببلاء عظيم أمرت أن تذبح ابنك، قال: وهذا من البلاء المكروه وهو الشرّ وليس من بلاء الاختبار.