الثاني: ضعف إيمانهم ويقينهم بوعد الله، ونصر دينه، وإعلاء كلمته، ولهذا قال: وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ أي: فإنه كافر مستحق للعقاب، فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا
﴿ تفسير البغوي ﴾
" ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيراً "
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم ختم- سبحانه- هذا الذم والتهديد للمتخلفين بقوله: وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً.أى: ومن لم يؤمن بالله- تعالى- إيمانا حقا، وبصدق الرسول صلّى الله عليه وسلّم في كل ما جاء به من عند ربه، ويطيعه في كل ما أمر به أو نهى عنه، عاقبناه عقابا شديدا، فإنا قد هيأنا للكافرين نارا مسعرة، تحرق الأبدان، وتشوى الوجوه..
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
ثم قال : ( ومن لم يؤمن بالله ورسوله ) أي : من لم يخلص العمل في الظاهر والباطن لله ، فإن الله تعالى سيعذبه في السعير ، وإن أظهر للناس ما يعتقدون خلاف ما هو عليه في نفس الأمر .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى : ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا .وعيد لهم ، وبيان أنهم كفروا بالنفاق .
﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (13)يقول تعالى ذكره لهؤلاء المنافقين من الأعراب, ومن لم يؤمن أيها الأعراب بالله ورسوله منكم ومن غيركم, فيصدّقه على ما أخبر به, ويقرّ بما جاء به من الحقّ من عند ربه, فإنا أعددنا لهم جميعا سعيرا من النار تستعر عليهم في جهنم إذا وردوها يوم القيامة; يقال من ذلك: سعرت النار: إذا أوقدتها, فأنا أسعرها سعرا; ويقال: سعرتها أيضا إذا حرّكتها. وإنما قيل للمِسْعر مِسْعر, لأنه يحرّك به النار, ومنه قولهم: إنه لمِسْعر حرب: يراد به موقدها ومهيجها.
﴿ ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا ﴾