تنزَّه الله وتعالى رب العزة عما يصفه هؤلاء المفترون عليه.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«سبحان ربك رب العزة» الغلبة «عما يصفون» بأن له ولدا.
﴿ تفسير السعدي ﴾
ولما ذكر في هذه السورة، كثيرا من أقوالهم الشنيعة، التي وصفوه بها، نزه نفسه عنها . سُبْحَانَ رَبِّكَ أي: تنزه وتعالى رَبِّ الْعِزَّةِ [أي:] الذي عز فقهر كل شيء، واعتز عن كل سوء يصفونه به.
( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزة عَمَّا يَصِفُونَ ) أى : تنزه وتقدس ربك - أيها الرسول الكريم - عما وصفه به الواصفون الجاهلون من صفات لا تليق بذاته .وقوله ( رَبِّ العزة عَمَّا يَصِفُونَ ) بدل من ربك : أى هو صاحب العزة والغلبة والقوة التى لا يقف أمام قوتها شئ والتى لا يملكها أحد سواه .
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
ينزه تعالى نفسه الكريمة ويقدسها ويبرئها عما يقوله الظالمون المكذبون المعتدون - تعالى وتقدس عن قولهم علوا كبيرا - ولهذا قال : ( سبحان ربك رب العزة ) ، أي : ذي العزة التي لا ترام ، ( عما يصفون ) أي : عن قول هؤلاء المعتدين المفترين .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى : سبحان ربك نزه سبحانه نفسه عما أضاف إليه المشركون ." رب العزة " على البدل . ويجوز النصب على المدح ، والرفع بمعنى هو رب العزة . عما يصفون أي من الصاحبة والولد . وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن معنى سبحان الله فقال : هو تنزيه الله عن كل سوء وقد مضى في [ البقرة ] مستوفى .الثانية : سئل محمد بن سحنون عن معنى رب العزة لم جاز ذلك والعزة من صفات الذات ، ولا يقال رب القدرة ونحوها من صفات ذاته - جل وعز - ؟ فقال : العزة تكون صفة ذات وصفة فعل ، فصفة الذات نحو قوله : فلله العزة جميعا وصفة الفعل نحو قوله : رب العزة والمعنى رب العزة التي يتعاز بها الخلق فيما بينهم ، فهي من خلق الله عز وجل . قال : وقد جاء في التفسير إن العزة هاهنا يراد بها الملائكة . قال : وقال بعض علمائنا : من حلف بعزة الله فإن أراد عزته التي هي صفته فحنث فعليه الكفارة ، وإن أراد التي جعلها الله بين عباده فلا كفارة عليه . الماوردي : رب العزة يحتمل وجهين : أحدهما : مالك العزة ، والثاني : رب كل شيء متعزز من ملك أو متجبر .قلت : وعلى الوجهين فلا كفارة إذا نواها الحالف . الثالثة : روي من حديث أبى سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول قبل أن يسلم : سبحان ربك رب العزة إلى آخر السورة ، ذكره الثعلبي .قلت : قرأت على الشيخ الإمام المحدث الحافظ أبي علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك البكري بالجزيرة قبالة المنصورة من الديار المصرية ، قال : أخبرتنا الحرة أم المؤيد زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن الشعري بنيسابور في المرة الأولى ، أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي بكر القارئ ، قال حدثنا أبو الحسن عبد القادر بن محمد الفارسي ، قال حدثنا أبو سهل بشر بن أحمد الإسفراييني ، قال حدثنا أبو سليمان داود بن الحسين البيهقي ، قال حدثنا أبو زكرياء يحيى بن يحيى بن عبد الرحمن التميمي النيسابوري ، قال حدثنا هشيم عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير مرة ولا مرتين يقول في آخر صلاته أو حين ينصرف سبحان ربك رب العزة عما يصفون . سبحان ربك رب العزة عما يصفون . وسلام على المرسلين . والحمد لله رب العالمين . قال الماوردي : روى الشعبي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليقل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم : سبحان ربك رب العزة عما يصفون . وسلام على المرسلين . والحمد لله رب العالمين . ذكره الثعلبي من حديث علي - رضي الله عنه - مرفوعا .
﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ) يقول تعالى ذكره تنزيها لربك يا محمد وتبرئة له.( رَبِّ الْعِزَّةِ ) يقول: ربّ القوّة والبطش ( عَمَّا يَصِفُونَ ) يقول: عمَّا يصف هؤلاء المفترون عليه من مشركي قريش، من قولهم ولد الله، وقولهم: الملائكة بنات الله، وغير ذلك من شركهم وفريتهم على ربهم.كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ) : أي عما يكذبون يسبح نفسه إذا قيل عليه البهتان.