لقد رضي الله عن المؤمنين حين بايعوك -أيها النبي- تحت الشجرة (وهذه هي بيعة الرضوان في "الحديبية") فعلم الله ما في قلوب هؤلاء المؤمنين من الإيمان والصدق والوفاء، فأنزل الله الطمأنينة عليهم وثبَّت قلوبهم، وعوَّضهم عمَّا فاتهم بصلح "الحديبية" فتحًا قريبًا، وهو فتح "خيبر"، ومغانم كثيرة تأخذونها من أموال يهود "خيبر". وكان الله عزيزًا في انتقامه من أعدائه، حكيمًا في تدبير أمور خلقه.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«ومغانم كبيرة يأخذونها» من خيبر «وكان الله عزيزا حكيما» أي لم يزل متصفا بذلك.
﴿ تفسير السعدي ﴾
وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا أي: له العزة والقدرة، التي قهر بها الأشياء، فلو شاء لانتصر من الكفار في كل وقعة تكون بينهم وبين المؤمنين، ولكنه حكيم، يبتلي بعضهم ببعض، ويمتحن المؤمن بالكافر.
﴿ تفسير البغوي ﴾
ومغانم كثيرة يأخذونها ) من أموال يهود خيبر ، وكانت خيبر ذات عقار وأموال ، فاقتسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم ( وكان الله عزيزا حكيما ) .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقد أشار- سبحانه- بعد ذلك إلى تلك الغنائم فقال: وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها....أى: وأثابكم مغانم كثيرة تأخذونها من خيبر. وَكانَ اللَّهُ- تعالى- وما زال عَزِيزاً أى: غالبا حَكِيماً في كل أفعاله وأحكامه.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
( ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما )قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، أخبرنا موسى ، أخبرنا موسى - يعني ابن عبيدة - حدثني إياس بن سلمة ، عن أبيه ، قال : بينما نحن قائلون . إذ نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أيها الناس ، البيعة البيعة ، نزل روح القدس . قال : فثرنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه ، فذلك قول الله تعالى : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) [ قال ] : فبايع لعثمان بإحدى يديه على الأخرى ، فقال الناس : هنيئا لابن عفان ، طوف بالبيت ونحن هاهنا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لو مكث كذا كذا سنة ما طاف حتى أطوف " .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
ومغانم كثيرة يأخذونها يعني أموال خيبر ، وكانت خيبر ذات عقار وأموال ، وكانت بين الحديبية ومكة . ف ( مغانم ) على هذا بدل من ( فتحا قريبا ) والواو مقحمة . وقيل : ومغانم فارس والروم .
﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله ( وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا ) يقول تعالى ذكره: وأثاب الله هؤلاء الذين بايعوا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم تحت الشجرة, مع ما أكرمهم به من رضاه عنهم, وإنزاله السكينة عليهم, وإثابته إياهم فتحا قريبا, معه مغانم كثيرة يأخذونها من أموال يهود خيبر, فإن الله جعل ذلك خاصة لأهل بيعة الرضوان دون غيرهم.وقوله ( وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) يقول: وكان الله ذا عزّة في انتقامه ممن انتقم من أعدائه, حكيما في تدبيره خلقه وتصريفه إياهم فيما شاء من قضائه.