يعذب مَن يشاء مِن خلقه على ما أسلف مِن جرمه في أيام حياته، ويرحم مَن يشاء منهم ممن تاب وآمن وعمل صالحًا، وإليه ترجعون، فيجازيكم بما عملتم.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«يعذِّب من يشاء» تعذيبه «ويرحم من يشاء» رحمته «وإليه تقبلون» تردون.
﴿ تفسير السعدي ﴾
يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ أي: هو المنفرد بالحكم الجزائي، وهو إثابة الطائعين ورحمتهم، وتعذيب العاصين والتنكيل بهم. وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ أي: ترجعون إلى الدار، التي بها تجري عليكم أحكام عذابه ورحمته، فاكتسبوا في هذه الدار، ما هو من أسباب رحمته من الطاعات، وابتعدوا من أسباب عذابه، وهي المعاصي.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون ) تردون .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وهو- سبحانه- يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ ويرحم من يشاء برحمته، وَإِلَيْهِ وحده لا إلى غيره تُقْلَبُونَ أى: ترجعون جميعا فيحاسبكم على أعمالكم.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله : ( يعذب من يشاء ويرحم من يشاء ) أي : هو الحاكم المتصرف ، الذي يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، لا معقب لحكمه ، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، فله الخلق والأمر ، مهما فعل فعدل ; لأنه المالك الذي لا يظلم مثقال ذرة ، كما جاء في الحديث الذي رواه أهل السنن : " إن الله لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه ، لعذبهم وهو غير ظالم لهم " . ولهذا قال تعالى : ( يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون ) أي : ترجعون يوم القيامة .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
يعذب من يشاء أي بعدله ويرحم من يشاء أي بفضله وإليه تقلبون : ترجعون وتردون
﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى : يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21)يقول تعالى ذكره: ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ خلقه من بعد فنائهم، ف( يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ) منهم على ما أسلف من جرمه في أيام حياته، ( وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ ) منهم ممن تاب وآمن وعمل صالحا(وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ) يقول: وإليه ترجعون وتردّون.