إن تلك الجنات المذكورة للمؤمنين الذين صبروا على عبادة الله، وتمسكوا بدينهم، وعلى الله يعتمدون في أرزاقهم وجهاد أعدائهم.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
هم «الذين صبروا» أي على أذى المشركين والهجرة لإظهار الدين «وعلى ربهم يتوكلون» فيرزقهم من حيث لا يحتسبون.
﴿ تفسير السعدي ﴾
الَّذِينَ صَبَرُوا على عبادة اللّه وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ في ذلك. فصبرهم على عبادة اللّه، يقتضي بذل الجهد والطاقة في ذلك، والمحاربة العظيمة للشيطان، الذي يدعوهم إلى الإخلال بشيء من ذلك، وتوكلهم، يقتضي شدة اعتمادهم على اللّه، وحسن ظنهم به، أن يحقق ما عزموا عليه من الأعمال ويكملها، ونص على التوكل، وإن كان داخلا في الصبر، لأنه يحتاج إليه في كل فعل وترك مأمور به، ولا يتم إلا به.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( الذين صبروا ) على الشدائد ولم يتركوا دينهم لشدة لحقتهم ( وعلى ربهم يتوكلون ) يعتمدون .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله: الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ صفة لهؤلاء العاملين.أى: من مناقبهم الجليلة أنهم يصبرون على طاعة الله، وعلى كل ما يحسن معه الصبر، وأنهم يفوضون أمورهم إلى خالقهم لا إلى غيره.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
( الذين صبروا ) أي : على دينهم ، وهاجروا إلى الله ، ونابذوا الأعداء ، وفارقوا الأهل والأقرباء ، ابتغاء وجه الله ، ورجاء ما عنده وتصديق موعوده .قال ابن أبي حاتم رحمه الله : حدثني أبي ، حدثنا صفوان المؤذن ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا معاوية بن سلام ، عن أخيه زيد بن سلام ، عن جده أبي سلام الأسود ، حدثني أبو معاتق الأشعري ، أن أبا مالك الأشعري حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثه : أن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، أعدها الله لمن أطعم الطعام ، وأطاب الكلام ، وأباح الصيام ، وأقام الصلاة والناس نيام .[ وقوله ] : ( وعلى ربهم يتوكلون ) في أحوالهم كلها ، في دينهم ودنياهم .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
نعتهم بقوله : " الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون "
﴿ تفسير الطبري ﴾
الذين صبروا على أذى المشركين في الدنيا، وما كانوا يَلْقون منهم، وعلى العمل بطاعة الله وما يرضيه، وجهاد أعدائه (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) في أرزاقهم وجهاد أعدائهم، فلا يَنْكُلون عنهم، ثقة منهم بأن الله مُعْلِي كلمته، ومُوهِن كيد الكافرين، وأن ما قُسِم لهم من الرزق فلن يَفُوتَهم.