ونرثه مالَه وولده، ويأتينا يوم القيامة فردًا وحده، لا مال معه ولا ولد.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«ونرثه ما يقول» من المال والولد «ويأتينا» يوم القيامة «فردا» لا مال له ولا ولد.
﴿ تفسير السعدي ﴾
وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ أي: نرثه ماله وولده، فينتقل من الدنيا فردا، بلا مال ولا أهل ولا أنصار ولا أعوان وَيَأْتِينَا فَرْدًا فيرى من وخيم العذاب وأليم العقاب، ما هو جزاء أمثاله من الظالمين.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( ونرثه ما يقول ) أي : ما عنده من المال والولد بإهلاكنا إياه وإبطال ملكه ، وقوله ما يقول لأنه زعم أن له مالا وولدا " في الآخرة " أي لا نعطيه ونعطي غيره فيكون الإرث راجعا إلى ما تحت القول لا إلى نفس القول .وقيل : معنى قوله : ( ونرثه ما يقول ) أي : نحفظ ما يقول حتى نجازيه به .( ويأتينا فردا ) يوم القيامة بلا مال ولا ولد .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ أى: ما يقول إنه يؤتاه يوم القيامة من المال والولد، بأن نسلبه منه، ونجعله يخرج من هذه الدنيا خالي الوفاض منهما، وليس معه في قبره سوى كفنه، وَيَأْتِينا فَرْداً أى: ويأتينا يوم القيامة بعد مبعثه منفردا بدون مال أو ولد أو خدم أو غير ذلك مما كان يتفاخر به في الدنيا هو وأشباهه من المغرورين الجاحدين.قال صاحب الكشاف: فإن قلت: كيف قيل: سنكتب بسين التسويف وهو كما قاله كتبه من غير تأخير قال- تعالى-: ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ؟.قلت: فيه وجهان: أحدهما: سنظهر له ونعلمه أنا كتبنا قوله على طريقة قول الشاعر:إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة ... ولم تجدى من أن تقرى بها بداأى: تبين وعلم بالانتساب أنى لم تلدني لئيمة.والثاني: أن المتوعد يقول للجاني: سوف أنتقم منك، يعنى أنه لا يخل بالانتصار وإن تطاول به الزمان واستأخر، فجرد هاهنا لمعنى الوعيد.. .ثم تسوق السورة الكريمة بعد ذلك ألوانا أخرى من رذائل المشركين، فتحكى اعتزازهم بأوثانهم، ونثبت عداوة هذه الأوثان لهم يوم القيامة، وتبشر المؤمنين برضا الله- تعالى- عنهم. وتنذر الكافرين بالسوق إلى جهنم.. قال- تعالى-:
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
( ونرثه ما يقول ) أي : من مال وولد ، نسلبه منه ، عكس ما قال : إنه يؤتى في الدار الآخرة مالا وولدا ، زيادة على الذي له في الدنيا; بل في الآخرة يسلب من الذي كان له في الدنيا ، ولهذا قال : ( ويأتينا فردا ) أي : من المال والولد .قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( ونرثه ما يقول ) ، قال : نرثهوقال مجاهد : ( ونرثه ما يقول ) : ماله وولده ، وذلك الذي قال العاص بن وائل .وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة : ( ونرثه ما يقول ) قال : ما عنده ، وهو قوله : ( لأوتين مالا وولدا ) وفي حرف ابن مسعود : " ونرثه ما عنده " .وقال قتادة : ( ويأتينا فردا ) : لا مال له ، ولا ولد .وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : ( ونرثه ما يقول ) قال : ما جمع من الدنيا ، وما عمل فيها ، قال : ( ويأتينا فردا ) قال : فردا من ذلك ، لا يتبعه قليل ولا كثير .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
ونرثه ما يقول أي نسلبه ما أعطيناه في الدنيا من مال وولد . وقال ابن عباس وغيره : أي نرثه المال والولد بعد إهلاكنا إياه . وقيل : نحرمه ما تمناه في الآخرة من مال وولد ونجعله لغيره من المسلمين . ويأتينا فردا أي منفردا لا مال له ولا ولد ولا عشيرة تنصره .
﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله ( وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ ) يقول عزّ ذكره :ونسلب هذا القائل: لأوتين في الآخرة مالا وولدا، ماله وولده، ويصير لنا ماله وولده دونه، ويأتينا هو يوم القيامة فردا ، وحده لا مال معه ولا ولد.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن عمرو، قال : ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى " ح "; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ ) ماله وولده، وذلك الذي قال العاص بن وائل.حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا ) لا مال له ولا ولد.حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله ( وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ ) قال: ما عنده، وهو قوله لأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا وفي حرف ابن مسعود: ونرثه ما عنده.حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ ) قال: ما جمع من الدنيا وما عمل فيها( وَيَأْتِينَا فَرْدًا ) قال : فردا من ذلك، لا يتبعه قليل ولا كثير.حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ ) : نرثه (4)---------------------الهوامش :(4) كذا في ابن كثير أيضا . والذي في الدر عن ابن عباس : ونرثه ما يكون : ماله وولده .