لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا أي: لا تصدعهم رءوسهم كما تصدع خمرة الدنيا رأس شاربها.ولا هم عنها ينزفون، أي: لا تنزف عقولهم، ولا تذهب أحلامهم منها، كما يكون لخمر الدنيا.والحاصل: أن جميع ما في الجنة من أنواع النعيم الموجود جنسه في الدنيا، لا يوجد في الجنة فيه آفة، كما قال تعالى: فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وذكر هنا خمر الجنة، ونفى عنها كل آفة توجد في الدنيا.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
( لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا . . ) أى لا يصيبهم صداع أو تعب بسبب شرب هذه الخمر . فعن هنا بمعنى باء السببية .قوله : ( وَلاَ يُنزِفُونَ ) أى : ولا تذهب الخمر عقولهم ، كما تفعل خمر الدنيا بشاربيها ، مأخوذ من النزف ، بمعنى اختلاط العقل .
﴿ تفسير البغوي ﴾
( لا يصدعون عنها ) لا تصدع رءوسهم من شربها ( ولا ينزفون ) أي لا يسكرون [ هذا إذا قرئ بفتح الزاي ، ومن كسر فمعناه لا ينفد شرابهم ] .