ثم قال تعالى: وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا ليبطلوها بباطلهم. مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ أي: لا ينقذهم منقذ مما حل بهم من العقوبة.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم بين- سبحانه- أن علمه شامل لكل شيء فقال: وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ والمحيص: المهرب والمنجى من العذاب. يقال: حاص فلان عن الشيء، إذا حاول الفرار منه.وقراءة الجمهور بنصب «يعلم» على أنه منصوب على فعل مقدر. أى: فعل ما فعل- سبحانه- لينتقم من الظالمين، وليعلم الذين يجادلون في آياتنا الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا..أنهم لا محيص لهم ولا مهرب من عذابنا، بسبب جدالهم بالباطل ليدحضوا به الحق.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( ويعلم ) قرأ أهل المدينة والشام : " ويعلم " برفع الميم على الاستئناف كقوله عز وجل في سورة براءة : " ويتوب الله على من يشاء " ( التوبة - 15 ) ، وقرأ الآخرون بالنصب على الصرف ، والجزم إذا صرف عنه معطوفه نصب ، وهو كقوله تعالى : " ويعلم الصابرين " ( آل عمران - 142 ) ، صرف من حال الجزم إلى النصب استخفافا وكراهية لتوالي الجزم . ( الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص ) أي : يعلم الذين يكذبون بالقرآن إذا صاروا إلى الله بعد البعث أن لا مهرب لهم من عذاب الله .