أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى الغيب ويخبر به، أم هو متقول على الله، متجرئ على الجمع بين الإساءة والتزكية كما هو الواقع، لأنه قد علم أنه ليس عنده علم من الغيب، وأنه لو قدر أنه ادعى ذلك فالإخبارات القاطعة عن علم الغيب التي على يد النبي المعصوم، تدل على نقيض قوله، وذلك دليل على بطلانه.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى أى: أعند هذا الإنسان الذي أعرض عن الرشد، علم الغيوب المستترة عن الأعين والنفوس، فهو وحده يراها، ويطلع عليها ويعلم أن في إمكان الغير أن يحمل عنه أوزاره وذنوبه يوم القيامة؟.كلا، إنه لا علم عنده بشيء من ذلك، وإنما هو قد ارتد على أعقابه، لانطماس بصيرته.بعد أن قارب الرشد والصواب.فالاستفهام في قوله: أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ ... للنفي والإنكار.وقدم- سبحانه- الظرف «عنده» وهو مسند، على «علم الغيب» وهو مسند إليه، لإفادة الاهتمام بهذه العندية التي من أعجب العجب ادعاؤها، وللإشعار بأنه بعيد عنها بعد الأرض عن السماء.والفاء في قوله: فَهُوَ يَرى للسببية، ومفعول يَرى محذوف.أى: فهو بسبب معرفته للعوالم الغيبية، يبصر رفع العذاب عنه، ويعلم أن غيره سيتكفل بافتدائه من هذا العذاب.ثم وبخه- سبحانه- على جهالته وعدم فهمه فقال: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى، وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى، أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى....
﴿ تفسير البغوي ﴾
( أعنده علم الغيب فهو يرى ) ما غاب عنه ويعلم أن صاحبه يتحمل عنه عذابه .