سورة واصطنعتك لنفسي - عدد الآيات 135 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .
تفسير و معنى الآية 41 من سورة طه عدة تفاسير - سورة طه : عدد الآيات 135 - - الصفحة 314 - الجزء 16.
﴿ وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِي ﴾ [ طه: 41]
﴿ التفسير الميسر ﴾
وأنعمتُ عليك - يا موسى - هذه النعم اجتباء مني لك، واختيارًا لرسالتي، والبلاغ عني، والقيام بأمري ونهيي.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«واصطنعتك» اخترتك «لنفسي» بالرسالة.
﴿ تفسير السعدي ﴾
وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي أي: أجريت عليك صنائعي ونعمي، وحسن عوائدي، وتربيتي، لتكون لنفسي حبيبا مختصا، وتبلغ في ذلك مبلغا لا يناله أحد من الخلق، إلا النادر منهم، وإذا كان الحبيب إذا أراد اصطناع حبيبه من المخلوقين، وأراد أن يبلغ من الكمال المطلوب له ما يبلغ، يبذل غاية جهده، ويسعى نهاية ما يمكنه في إيصاله لذلك، فما ظنك بصنائع الرب القادر الكريم، وما تحسبه يفعل بمن أراده لنفسه، واصطفاه من خلقه؟"
﴿ تفسير البغوي ﴾
قوله عز وجل : ( واصطنعتك لنفسي ) أي اخترتك واصطفيتك لوحيي ورسالتي ، يعني لتنصرف على إرادتي ومحبتي ، وذلك أن قيامه بأداء الرسالة [ تصرف على ] إرادة الله ومحبته .قال الزجاج : اخترتك لأمري وجعلتك القائم بحجتي والمخاطب بيني وبين خلقي ، كأني الذي أقمت بك عليهم الحجة وخاطبتهم .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم حكى- سبحانه- المنة الثامنة: فقال: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي أى: وجعلتك محل صنيعتي وإحسانى، حيث اخترتك واصطفيتك لحمل رسالتي وتبليغها إلى فرعون وقومه، وإلى قومك بنى إسرائيل.فالآية الكريمة تكريم عظيم لموسى- عليه السلام- اختاره الله- تعالى- واجتباه من بين خلقه لحمل رسالته إلى فرعون وبنى إسرائيل.هذه ثماني منن ساقها الله- تعالى- هنا مجملة، وقد ساقها- سبحانه- في سورة القصص بصورة أكثر تفصيلا، ومن ذلك قوله- تعالى-: وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ .وبعد أن ذكر- سبحانه- بعض المنن التي امتن بها على نبيه موسى- عليه السلام- أتبع ذلك بذكر بعض التوجيهات التي أمره بفعلها، حيث كلفه بتبليغ الدعوة إلى فرعون، فقال- تعالى-:
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
يقول تعالى مخاطبا لموسى ، عليه السلام : إنه لبث مقيما في أهل " مدين " فارا من فرعون وملئه ، يرعى على صهره ، حتى انتهت المدة وانقضى الأجل ، ثم جاء موافقا لقدر الله وإرادته من غير ميعاد ، والأمر كله لله تبارك وتعالى ، وهو المسير عباده وخلقه فيما يشاء; ولهذا قال : ( ثم جئت على قدر يا موسى ) قال مجاهد : أي على موعد .وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة في قوله : ( ثم جئت على قدر يا موسى ) قال : على قدر الرسالة والنبوة .وقوله : ( واصطنعتك لنفسي ) أي : اصطفيتك واجتبيتك رسولا لنفسي ، أي : كما أريد وأشاء .وقال البخاري عند تفسيرها : حدثنا الصلت بن محمد ، حدثنا مهدي بن ميمون ، حدثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " التقى آدم وموسى ، فقال موسى : أنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة ؟ فقال آدم : وأنت الذي اصطفاك الله برسالته واصطفاك لنفسه ، وأنزل عليك التوراة ؟ قال : نعم . قال : فوجدته قد كتب علي قبل أن يخلقني ؟ قال : نعم . فحج آدم موسى " أخرجاه .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قال ابن عباس : أي اصطفيتك لوحيي ورسالتي .وقيل : " اصطنعتك " خلقتك ; مأخوذ من الصنعة .وقيل قويتك وعلمتك لتبلغ عبادي أمري ونهي .
﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى : وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)يقول تعالى ذكره: ( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ) أنعمت عليك يا موسى هذه النعم، ومننت عليك هذه المنن، اجتباء مني لك، واختيارا لرسالتي والبلاغ عني، والقيام بأمري ونهيي .