القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 14 سورة الأحقاف - أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون

سورة الأحقاف الآية رقم 14 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 14 من سورة الأحقاف - إعراب القرآن الكريم - سورة الأحقاف : عدد الآيات 35 - - الصفحة 503 - الجزء 26.

﴿ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾
[ الأحقاف: 14]

﴿ إعراب: أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون ﴾


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 14 - سورة الأحقاف

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14(

قوله : { أولئك أصحاب الجنة } . وتعريفُهم بطريق الموصولية لما تؤذن به الصلة من تعليل كرامتهم عند الله لأنهم جمعوا حسنَ معاملتهم لربهم بتوحيده وخوفه وعبادته ، وهو ما دل عليه { قالوا ربنا الله } إلى حسن معاملتهم أنفسهم وهو معنى { ثم استقاموا } .

وجيء في صلة الموصول بفعل { قالوا } لإيجاز المقول وغنيته عن أن يقال : اعترفوا بالله وحده وأطاعوه . والمراد : أنهم قالوا ذلك واعتقدوا معناه إذ الشأن في الكلام الصدق وعملوا به لأن الشأن مطابقة العمل للاعتقاد .

{ ثمَّ } للتراخي الرتبي : وهو الارتقاء والتدرج ، فإن مراعاة الاستقامة أشق من حصول الإيمان لاحتياجها إلى تكرر مراقبة النفس ، فأما الإيمان فالنظر يقتضيه واعتقاده يحصل دفعة لا يحتاج إلى تجديد ملاحظة . فهذا وجه التراخي الرتبي من جهة ، وإن كان الإيمان أرقى درجة من العمل من حيث إنه شرط في الاعتداد بالعمل ولذلك عطف ب { ثم } التي للتراخي في قوله تعالى : { وما أدراك ما العَقبة فَكّ رقبة إلى قوله : { ثمّ كان من الذين آمنوا } [ البلد : 12 17 ] ، فالاعتباران مختلفان باختلاف المقام المسوق فيه الكلام كما يظهر بالتأمل هنا وهناك ، وتقدم نظيره في سورة فصّلت .

ودخول الفاء على خبر الموصول وهو { فلا خوف عليهم } لمعاملة الموصول معاملة الشرط كأنه قيل : إن قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ، ومثله كثير في القرآن ، فأفاد تسبب ذلك في أمنهم من الخوف والحزن . و { عليهم } خبر عن خوف ، أي لا خوف يتمكن منهم ويصيبهم ويلحقهم .

وتقديم المسند إليه على المسند الفعلي في قوله : { ولا هم يحزنون } لتخصيص المسند إليه بالخبر نحو : ما أنا قلتُ هذا ، أي أن الحزن منتف عنهم لا عن غيرهم ، والمراد بالغير : من لم يتصف بالإيمان والاستقامة في مراتب الكفر والعصيان ، فجنس الخوف ثابت لمن عداهم على مراتب توقع العقاب حتى في حالة الوجل من عدم قبول الشفاعة فيهم ومن توقع حرمانهم من نفحَات الله تعالى .

واستحضارهم بطريق اسم الإشارة في قوله : { أولئك أصحاب الجنة } للتنبيه على أنهم أحرياء بما يَرد من الإخبار عنهم بما بعد الإشارة لأجل الأوصاف المذكورة قبل اسم الإشارة ، كما تقدم في قوله : { أولئك على هدى من ربهم } في أول سورة البقرة ( 5 ( .

وأصحاب الجنة } أدل على الاختصاص بالجنة من أن يقال : أولئك في الجنة وأولئك لهم الجنة لما في { أصحاب } من معنى الاختصاص وما في الإضافة أيضاً .

وقوله : { جزاء بما كانوا يعملون } تصريح بما استفيد من تعليل الصلة في الخبر ومن اقتضاء اسم الإشارة جدارتهم بما بعده وما أفاده وصف أصحاب وما أفادته الإضافة ، وهذا من تمام العناية بالتنويه بهم .

قراءة سورة الأحقاف

المصدر : إعراب : أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون