إعراب الآية 21 من سورة الأنعام - إعراب القرآن الكريم - سورة الأنعام : عدد الآيات 165 - - الصفحة 130 - الجزء 7.
عطف على جملة { الذين خسروا أنفسهم } [ الأنعام : 20 ]. فالمراد بهم المشركون مثل قوله : { ومن أظلم ممّن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه } وقد تقدَّم نظيره في سورة البقرة ( 114 ). والمراد بافترائهم عقيدة الشرك في الجاهلية بما فيها من تكاذيب ، وبتكذيبهم الآيات تكذيبهم القرآن بعد البعثة . وقد جعل الآتي بواحدة من هاتين الخصلتين أظلم الناس فكيف بمن جمعوا بينهما .
وجملة : إنّه لا يفلح الظالمون } تذييل ، فلذلك فصلت ، أي إذا تحقّق أنّهم لا أظلم منهم فهم غير مفلحين ، لأنّه لا يفلح الظالمون فكيف بمن بلغ ظلمه النهاية ، فاستغنى بذكر العلّة عن ذكر المعلول .
وموقع ( إنّ ) في هذا المقام يفيد معنى التعليل للجملة المحذوفة ، كما تقرّر في كلام عبد القاهر . وموقع ضمير الشأن معها أفاد الاهتمام بهذا الخبر اهتمام تحقيق لتقع الجملة الواقعة تفسيراً له في نفس السامع موقع الرسوخ .
والافتراء الكذب المتعمّد . وقوله : { كذباً } مصدر مؤكَّد له ، وهو أعمّ من الافتراء . والتأكيد يحصل بالأعم ، كما قدّمناه في قوله تعالى : { ولكنّ الذين كفروا يفترون على الله الكذب } في سورة المائدة ( 103 ) ، وقد نفى فلاحهم فعمّ كلّ فلاح في الدنيا والآخرة ، فإنّ الفلاح المعتدّ به في نظر الدين في الدنيا هو الإيمان والعمل ، وهو سبب فلاح الآخرة .
المصدر : إعراب : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا