إعراب الآية 38 من سورة فصلت - إعراب القرآن الكريم - سورة فصلت : عدد الآيات 54 - - الصفحة 480 - الجزء 24.
فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38)
الفاء للتفريع على نهيهم عن السجود للشمس والقمر وأمرِهم بالسجود لله وحده ، أي فإن استكبروا أن يتبعوك وصمموا على السجود للشمس والقمر ، أو فإن استكبروا عن الاعتراف بدلالة الليل والنهار والشمس والقمر على تفرد الله بالإِلهية ( فيعم ضمير { اسْتَكْبَرُوا } جميع المشركين ) فالله غني عن عبادتهم إياه .
والاستكبار : قوة التكبر ، فالسين والتاء للمبالغة وأصل السين والتاء المستعملين للمبالغة هما السين والتاء للحسبان ، أي عدوا أنفسهم ذوي كبر شديد من فرط تكبرهم .
وجملة : { فالذِينَ عِندَ رَبِّكَ } دليل جواب الشرط . والتقدير : فإن تكبروا عن السجود لله فهو غني عن سجودهم ، لأن له عبيداً أفضل منهم لا يفترون عن التسبيح له بإقبال دون سآمة .
والمراد بالتسبيح : كل ما يدل على تنزيه الله تعالى عما لا يليق به بإثبات أضداد ما لا يليق به ، أو نفي ما لا يليق ، وذلك بالأقوال قال تعالى : { والملائكة يسبحون بحمد ربهم } [ الشورى : 5 ] ، أو بالأعمال قال : { ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون } [ النحل : 49 50 ] وذلك ما يقتضيه قوله : { وهم لا يسأمون } من كون ذلك التسبيح قولاً وعملاً وليس مجرد اعتقاد .
والعِندية في قوله : { عِنْدَ رَبِّكَ } عندية تشريف وكرامة كقوله في سورة الأعراف ( 206 ) { إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون } وهؤلاء الملائكة هم العامرون للعوالم العليا التي جعلها الله مشرفة بأنها لا يقع فيها إلا الفضيلة فكانت بذلك أشد اختصاصاً به تعالى من أماكنَ غيرها قصداً لتشريفها .
والسآمة : الضجر والملل من الإِعياء . وذكر الليل والنهار هنا لقصد استيعاب الزمان ، أي يسبحون له الزمان كله .
وجملة : { وَهُمْ لا يَسْأَمُون } في موضع الحال وهو أوقع من محمل العطف لأن كون الإِخبار عنهم مقيداً بهذه الحال أشد من إظهار عجيب حالهم إذ شأن العمل الدائم أن يسلم منه عامله .
المصدر : إعراب : فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون