القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 68 سورة الأحزاب - ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا

سورة الأحزاب الآية رقم 68 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 68 من سورة الأحزاب - إعراب القرآن الكريم - سورة الأحزاب : عدد الآيات 73 - - الصفحة 427 - الجزء 22.

﴿ رَبَّنَآ ءَاتِهِمۡ ضِعۡفَيۡنِ مِنَ ٱلۡعَذَابِ وَٱلۡعَنۡهُمۡ لَعۡنٗا كَبِيرٗا ﴾
[ الأحزاب: 68]

﴿ إعراب: ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا ﴾


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 68 - سورة الأحزاب

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)

فالمقصود الإِفضاء إلى جملة

{ ربنا آتهم ضعفين من العذاب } . ومقصود من هذا الخبر ايضاً الاعتذار والتنصل من تَبِعة

ضلالهم بأنهم مغرورون مخدوعون ، وهذا الاعتذار مردود عليهم بما أنطقهم الله به من

الحقيقة إذ قالوا : { إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا } فيتجه عليهم أن يقال لهم : لماذا أطعتموهم

حتى يغروكم ، وهذا شأن الدهماء أن يسوِّدوا عليهم من يُعجبون بأضغاث أحلامه ، ويُغَرُّون

بمعسول كلامه ، ويسيرون على وقع أقدامه ، حتى إذا اجتنوا ثمار أكمامه ، وذاقوا مراراة

طعمه وحرارة أُوامه ، عادوا عليه باللائمة وهم الأحقاء بملامه .

وحرف التوكيد لمجرد الاهتمام لا لرد إنكار ، وتقديم قولهم : { إنا أطعنا سادتنا

وكبراءنا } اهتمام بما فيه من تعليل لمضمون قولهم : { فأضلونا السبيلا } لأن كبراءهم ما

تأتَّى لهم إضلالهم إلا بتسبب طاعتهم العمياء إياهم واشتغالهم بطاعتهم عن النظر

والاستدلال فيما يدعونهم إليه من فساد ووخامة مغبّة . وبتسبب وضعهم أقوالَ سادتهم

وكبرائهم موضع الترجيح على ما يدعوهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم .

وانتصل { السبيلا } على نزع الخافض لأن أضل لا يتعدّى بالهمزة إلا أن مفعول

واحد قال تعالى : { لقد أضلني عن الذكر } [ الفرقان : 29 ] . وظاهر « الكشاف » أنه يتعدّى إلى

مفعولين ، فيكون ( ضل ) المجرد يتعدى إلى مفعول واحد .

تقول : ضللت الطريق ، و

( ضل ) يتعدى بالهمزة إلى مفعولين . وقاله ابن عطية .

والقول في ألف { السبيلا } كالقول في ألف { الرسولا } [ الأحزاب : 66 ] .

وإعادة النداء في قولهم : { ربنا آتهم ضعفين من العذاب } تأكيد للضراعة والابتهال

وتمهيد لقبول سؤلهم حتى إذا قبل سؤلهم طمعوا في التخلص من العذاب الذي ألقوهُ على

كاهل كبرائهم .

والضِعف بكسر الضاد : العدد المماثل للمعدود ، فالأربعة ضعف الاثنين . ولما كان

العذاب معنى من المعاني لا ذاتاً كان معنى تكرير العدد فيه مجازاً في القوة والشدة .

وتثنية { ضعفين } مستعملة في مطلق التكرير كناية عن شدة العذاب كقوله تعالى :

{ ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير } [ الملك : 4 ] فإن البصر لا

يخسَأ في نظرتين ، ولذلك كان قوله هنا : { آتهم ضعفين من العذاب } مساوياً لقوله :

{ فآتهم عذاباً ضعفاً من النار } في سورة الأعراف [ 38 ] . وهذا تعريض بإلقاء تبعة الضلال

عليهم ، وأن العذاب الذي أعدّ لهم يسلط على أولئك الذين أضلّوهم .

ووُصف اللعن بالكثرة كما وصف العذاب بالضعفين إشارة إلى أن الكبراء استحقوا

عذاباً لكفرهم وعذاباً لتسببهم في كفر أتباعهم .

فالمراد بالكثير الشديد القوي ، فعبر عنه بالكثير لمشاكلة معنى التثنية في قوله :

{ ضعفين } المراد به الكثرة .

وقد ذكر في الأعراف جوابهم من قِبل الجلالة بقوله : { قال لكل ضعف } [ الأعراف :

38 ] يعني أن الكبراء استحقوا مضاعفة العذاب لضلالهم وإضلالهم وأن أتباعهم أيضاً

استحقوا مضاعفة العذاب لضلالهم ولتوسيد سادتهم وطاعتهم العمياء إياهم .

قراءة سورة الأحزاب

المصدر : إعراب : ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا