﴿ إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
ثم قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ أي: يجحدون القرآن الكريم المذكر للعباد جميع مصالحهم الدينية والدنيوية والأخروية، المُعلي لقدر من اتبعه، لَمَّا جَاءَهُمْ نعمة من ربهم على يد أفضل الخلق وأكملهم. و الحال إِنَّهُ لَكِتَابٌ جامع لأوصاف الكمال عَزِيزٌ أي: منيع من كل من أراده بتحريف أو سوء.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم أضاف- سبحانه- إلى ما سبق تهديدا ثالثا فقال: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ.وخبر «إن» هنا محذوف للعلم به مما سبق، أى: إن الذين كفروا بالقرآن الكريم حين جاءهم على لسان رسول الله صلّى الله عليه وسلم، خاسرون أو هالكون أو معذبون عذابا شديدا.وَإِنَّهُ أى: هذا القرآن الكريم هو الحق الذي جاءهم به صلّى الله عليه وسلم، لعل هذا التدبر يوصلهم إلى الهداية والرشاد لَكِتابٌ عَزِيزٌ. أى: لكتاب منيع معصوم بعصمة الله- تعالى- له من كل تحريف أو تبديل.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( إن الذين كفروا بالذكر ) بالقرآن ، ( لما جاءهم ) ثم أخذ في وصف الذكر وترك جواب : " إن الذين كفروا " على تقدير : الذين كفروا بالذكر يجازون بكفرهم . وقيل : خبره قوله من بعد : " أولئك ينادون من مكان بعيد " . ( وإنه لكتاب عزيز ) قال الكلبي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : كريم على الله . قال قتادة : أعزه الله عز وجل عزا فلا يجد الباطل إليه سبيلا .