﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
إلا من من الله عليه بالإيمان والعمل الصالح، والأخلاق الفاضلة العالية، فَلَهُمْ بذلك المنازل العالية، و أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ أي: غير مقطوع، بل لذات متوافرة، وأفراح متواترة، ونعم متكاثرة، في أبد لا يزول، ونعيم لا يحول، أكلها دائم وظلها.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وساروا على مقتضى فطرتهم، فأخلصوا لله- تعالى- العبادة والطاعة ... فلهم أجر غير مقطوع عنهم أو غير ممنون به عليهم، بل هم قد اكتسبوا هذا الأجر الدائم العظيم، بسبب إيمانهم وعملهم الصالح.قال الآلوسى ما ملخصه: قوله: ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ، «ثم» هنا للتراخي الزمانى أو الرتبى، والرد يجوز أن يكون بمعنى الجعل، فينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.فأسفل مفعول ثان، والمعنى: ثم جعلناه من أهل النار، الذين هم أقبح، وأسفل من كل سافل ... ويجوز أن يكون الرد بمعناه المعروف، وأسفل منصوب بنزع الخافض.أى: رددناه إلى أسفل الأمكنة السافلة وهو جهنم ...وقوله: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ استثناء متصل من ضمير «رددناه» العائد على الإنسان، فإنه في معنى الجمع، فالمؤمنون لا يردون أسفل سافلين يوم القيامة، بل يزدادون بهجة إلى بهجتهم. وحسنا على حسنهم ... ».
﴿ تفسير البغوي ﴾
ثم استثنى فقال : ( إلا الذين آمنوا ) [ فإنهم لا يردون إلى النار . ومن قال بالقول الأول قال : رددناه أسفل سافلين ، فزالت عقولهم وانقطعت أعمالهم ، فلا يكتب لهم حسنة إلا الذين آمنوا ] . ( وعملوا الصالحات ) فإنه يكتب لهم بعد الهرم ، والخرف ، مثل الذي كانوا يعملون في حال الشباب والصحة .قال ابن عباس : هم نفر ردوا إلى أرذل العمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأنزل الله تعالى عذرهم . وأخبر أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم .قال عكرمة : لم يضر هذا الشيخ [ كبره ] إذ ختم الله له بأحسن ما كان يعمل .وروى عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس قال : " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " قال : " إلا الذين [ آمنوا ] " قرءوا القرآن ، وقال : من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر ( فلهم أجر غير ممنون ) غير مقطوع ، لأنه يكتب له كصالح ما كان يعمل . قال الضحاك : أجر بغير عمل