قراءة و استماع الآية 9 من سورة الذاريات مكتوبة - عدد الآيات 60 - Adh-Dhariyat - الصفحة 521 - الجزء 26.
﴿ يُؤۡفَكُ عَنۡهُ مَنۡ أُفِكَ ﴾ [ الذاريات: 9]
﴿ يؤفك عنه من أفك ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ أي: يصرف عنه من صرف عن الإيمان، وانصرف قلبه عن أدلة الله اليقينية وبراهينه، واختلاف قولهم، دليل على فساده وبطلانه، كما أن الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، متفق [يصدق بعضه بعضًا]، لا تناقض فيه، ولا اختلاف، وذلك، دليل على صحته، وأنه من عند الله وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله: يُؤْفَكُ عَنْهُ ... من الأفك- بفتح الهمزة وسكون الفاء- بمعنى الصرف للشيء عن وجهه الذي يجب أن يكون عليه.والضمير في «عنه» يعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى القرآن الكريم.فيكون المعنى: وحق السماء ذات الطرق المتعددة، وذات الهيئة البديعة المحكمة الجميلة..إنكم- أيها المشركون- «لفي قول مختلف» أى: متناقض متخالف، فمنكم من يقول عن القرآن الكريم إنه: أساطير الأولين، ومنكم من يقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم: إنه ساحر أو مجنون.والحق أنه يصرف عن الإيمان بهذا القرآن الكريم الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من صرفه الله- تعالى- عنه، بسبب إيثاره الغي على الرشد، والضلالة على الهداية، والكفر على الإيمان.والتعبير بقوله: مَنْ أُفِكَ للإشعار بأن هذا الشقي الذي آثر الكفر على الإيمان، قد صرف عن الرشاد وعن الخير صرفا، ليس هناك ما هو أشد منه في سوء العاقبة.فهذا التعبير شبيه في التهويل بقوله- تعالى-: فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ.قال الجمل: يُؤْفَكُ يصرف عَنْهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم. أى:عن الإيمان به مَنْ أُفِكَ أى: من صرف عن الهداية في علم الله- تعالى-.وقيل: الضمير للقول المذكور. أى: يرتد، أى: يصرف عن هذا القول من صرف عنه في علم الله- تعالى- وهم المؤمنون .
﴿ تفسير البغوي ﴾
( يؤفك عنه من أفك ) يصرف عن الإيمان به من صرف حتى يكذبه ، يعني : من حرمه الله الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وبالقرآن . وقيل " عن " بمعنى : من أجل ، أي يصرف من أجل هذا القول المختلف أو بسببه عن الإيمان من صرف . وذلك أنهم كانوا يتلقون الرجل إذا أراد الإيمان فيقولون : إنه ساحر وكاهن ومجنون ، فيصرفونه عن الإيمان ، وهذا معنى قول مجاهد .